تشارك

تشهد دبي فصلًا جديدًا من مسيرتها الفنية مع افتتاح Dom Art Projects، المؤسسة الفنية الخاصة التي تقودها امرأتان، لتقدّم نموذجًا جديدًا للتجربة الفنية في المنطقة. يقع هذا الصرح في شارع الخياط داخل منطقة القوز الإبداعية، ويأتي ليضيف نقطة بارزة إلى الخريطة الثقافية المتنامية للمدينة.

أسست أليسا باغدونايت وآنا بومبيانسكيا هذا الفضاء ليكون أكثر من مجرد معرض. إنّه مساحة هجينة تجمع بين المعارض المتحفية، الاستوديوهات الإبداعية، البحث الفني، تبادل الأفكار، والحوار الثقافي. رؤيتهما ترتكز على هدف أساسي: خلق مساحة للاكتشاف والتفاعل والتواصل الفني.

مساحة تُشعل الحوار وتحتضن الخيال

يدعو الافتتاح الذي يستمر من 27 إلى 29 نوفمبر المجتمع للتعرّف إلى المكان عبر سلسلة من المعارض والحوارات والتجارب الفنية. ويضم Dom Art Projects:

  • قاعة عرض رئيسية بمعايير متحفية

  • ثلاثة استوديوهات إقامة فنية

  • أول مكتبة متخصصة في الفن والثقافة في دبي

  • برنامجًا متواصلًا يشمل ورش عمل، جولات، محاضرات وفعاليات عامة

هذا المزيج يعكس قناعة المؤسستين بأن الفن ينمو داخل بيئة حوارية مفتوحة تتقاطع فيها الأفكار.

رؤية قائمة على التعاون

تقول المديرة آنا بومبيانسكيا: «أسسنا Dom Art Projects لتعزيز الحوار والاكتشاف والتفاعل مع الفنون». أما كبيرة القيّمين أليسا باغدونايت فتضيف: «نريد أن يكون هذا المكان مركزًا يلتقي فيه الفنانون والباحثون والمهتمون بالفن لتبادل الأفكار وإعادة تخيّل الممكن».

ويظهر هذا النهج التعاوني من خلال شراكة المؤسسة مع بيت الممزر، حيث أطلقت المؤسستان نداء مفتوحًا للفنانين الصاعدين في الإمارات للحصول على فرصة إقامة فنية داخل المؤسسة.

معرض الافتتاح: رحلة في مفهوم الزمن

يحمل المعرض الافتتاحي ثيمة الوقت، وهي فكرة تعكس روح المؤسسة القائمة على الاستمرارية والتواصل الثقافي. كما يتقاطع المفهوم مع معنى كلمة «دوم» في العربية، والتي تعني «دائمًا».

في القاعة الرئيسية، تقدّم الفنانة اليابانية ميشيكو تسودا عملًا تركيبيًا غامرًا بعنوان:
«ستعود إلى هناك لتراني مرة أخرى في اليوم التالي»
وهو عمل يُعرض لأول مرة في الإمارات، ويستكشف الذاكرة والحضور والدورات الزمنية.

إلى جانب ذلك، يعرض الفنان الروسي ::vtol:: عمله العلمي-السمعي Takir، وهو منحوتة صوتية حركية تعكس اختفاء بحر آرال ودورات الزمن الجيولوجية.

وجهة ثقافية واعدة

خلال عطلة الافتتاح، سيتمكّن الزوار من حضور جلسات حوارية مع الفنانين، زيارة استوديوهات الإقامة، والتجوّل في متجر الكتب الذي تصفه المؤسِّسات بأنه «مجموعة من آلات الزمن» التي تُعيد القرّاء إلى أفكار تتجاوز الأزمنة والحدود.

بفضل رؤيتها المتجددة، وبرنامجها الثقافي الغني، وتعزيزها للشبكات الإبداعية، تتهيأ Dom Art Projects لتصبح واحدة من أهم منصّات الفن المعاصر في دبي.

إنها ليست مجرد وجهة جديدة، بل نظام إبداعي حي يُولد فيه الفن ويُناقش ويُعاد اكتشافه.