تشارك

 

 

كيف أسّس غاليري «الخط الثالث» مشهدًا فنّيًا كاملًا — وماذا يكشف معرضه الجديد عن مستقبل الفن في المنطقة

مدينة تنمو بسرعة… وغاليري ينمو بالصبر

تُعرَف دبي بسرعتها الخارقة: أبراج ترتفع بين ليلة وضحاها، وأحياء تتغيّر قبل أن يعتاد الناس ملامحها. وسط هذا الزخم، برزت مؤسسات قليلة نجحت في بناء ركيزة ثقافية حقيقية. من أبرزها غاليري الخط الثالث، الذي يحتفل اليوم بعشرين عامًا من العمل عبر معرضه الضخم الطريق الوحيد للخروج هو عبره.

المعرض الذي يشرف عليه شومون بصار ليس مجرد احتفال، بل هو مرآة — تعكس تطور الغاليري وتحوّلات المدينة. مرآة تُظهر الطموح والجرأة والهشاشة والفكاهة والتناقضات… والأهم: الحاجة المستمرة إلى سرد قصص هذه المنطقة بصوتها الخاص.

البدايات في زمن صعب

حين أسّست ساني رحبار وكلوديا تشيليني وعمر غباش الغاليري عام 2005، كان المناخ العالمي مشحونًا بروايات تبسيطية عن الشرق الأوسط بعد أحداث 11 سبتمبر. غالبًا ما كان يُنظر إلى الفنانين العرب والإيرانيين من زاوية سياسية بحتة، لا فنية.

اختار الخط الثالث مواجهة هذا الأمر مباشرة، وفتح مساحة للفنانين من الخليج وإيران وشمال أفريقيا والدياسبورا الأوسع. مشاركاته في معارض كبرى مثل آرت بازل والآرموري شو ساهمت في تغيير النظرة الدولية نحو فناني المنطقة، وإعادة تقديمهم كمفكرين ومبدعين يشتغلون على مفاهيم معاصرة لا تقل عمقًا عن نظرائهم في الغرب.

داخل المعرض: عشرون عامًا من المحادثة الفنية

يضم المعرض 74 عملًا لـ 31 فنانًا من برنامج الغاليري. التجوّل فيه يشبه قراءة مذكّرات جماعية — متعددة اللغات والأمكنة والمشاعر.

اليومي بوصفه أرشيفًا

تلتقط أعمال فريحة القاسمي وبدي دلول ولمياء قرقاش تفاصيل الحياة اليومية في الخليج: أضواء المتاجر، سائقي التوصيل، مساجد ضخمة، مراكز تسوق لامعة، ومساكن بسيطة. إنها صور تُظهر السحر الكامن في المألوف.

الذاكرة كظلّ… والمستقبل كسؤال

تعالج أعمال حيف كهرمان وهدى لطفي وشيرين علي آبادي وطارق الغوشين قضايا الهوية والجندر والذاكرة والصراعات. بعضها محمّل بثقل الفقد، خاصة بالنسبة للفنانين الذين رحلوا وتركوا أعمالًا تُشبه الوداع الأخير.

دهشة اللقاءات غير المتوقعة

التجاور بين الأساليب — تصوير وثائقي إلى جانب أعمال تركيبية وتأملية — يعكس تاريخ الغاليري في كسر الحدود بين الأنواع الفنية.

خطّ زمني تحت الأقدام: الفن في عصر «الأزمات المتعددة»

من أقوى عناصر العرض وجود خط زمني على أرضية المعرض، يبدأ من عام 2005 ويمتد عبر أحداث عالمية وإقليمية رسمت ملامح العقدين الماضيين:

  • الأزمة المالية العالمية

  • الحروب في غزة

  • صعود العملات الرقمية

  • انفجار مرفأ بيروت

  • جائحة كورونا

  • اتفاق باريس للمناخ

هذا الخط يرفض فصل الفن عن العالم. يؤكد أن المؤسسات الفنية ليست معزولة، بل تتأثر بالأزمات وتتكيف معها، وتبني معنى جديدًا رغم الفوضى.

في عصر «تعدد الأزمات»، كما يسميه بصار، يبدو عنوان المعرض محملًا بالحكمة والتعب في آن واحد — لكنه يصر على المضيّ قدمًا.

ماذا بعد العشرين؟

الاحتفال ليس نهاية، بل بداية لأسئلة جديدة:

  • كيف سيتطور برنامج الغاليري مع تغيّر التركيبة السكانية والثقافية في الخليج؟

  • هل سنشهد حضورًا أكبر للفنانين من جنوب آسيا، أفريقيا، أو جنوب شرق آسيا؟

  • كيف يمكن للمؤسسات الفنية الإقليمية أن تقود المشهد العالمي بدل الاكتفاء برد الفعل؟

لقد بنى الخط الثالث خلال عشرين عامًا أساسًا لمشهد فني متكامل في دبي. أما العشرون عامًا القادمة، فقد تحدد شكل الحكاية الجديدة — حكاية تُكتب من الداخل، بثقة ووعي وجرأة.

خيارات صور مقترحة للنسخة العربية

  1. صورة بانورامية للمعرض

    • تُظهر الأعمال والطريقة التي يمتد فيها الخط الزمني على الأرض.

  2. صورة تاريخية للغاليري عند افتتاحه

    • لتعزيز سردية البداية والشغف الأول.

  3. صورة Farah Al Qasimi – Changing Room (2019)

    • مشهد غني بصريًا ومثالي للمجلات.

  4. صورة Bady Dalloul – One Man Show (2024)

    • عمل يمزج الحنين والسخرية بألوان قوية.

  5. صورة Shirin Aliabadi – Girls in a Car (2005)

    • ديناميكية، مفعمة بالحياة، تعكس الروح الإقليمية.