تشارك

في عاصمة دولة الإمارات، عاد آرت أبوظبي 2025 بنسخته الأخيرة قبل تحوله العام المقبل إلى فريز أبوظبي، حاملاً معه روحًا من الختام والتجديد. بمشاركة 142 صالة عرض من 34 دولة وأكثر من 50 عارضًا جديدًا، قدّم المعرض مشهدًا عالميًا متنوعًا جمع بين المواهب الناشئة والمشاريع المبتكرة والحوارات الفنية العابرة للحدود.

نيجيريا في الردهة الرئيسية: بوابة عالمية

من اللحظة الأولى، يُستقبل الزائر بعرض مميز مكرس لنيجيريا ضمن برنامج التركيز العالمي. بالتعاون مع وزارة الفنون والثقافة والسياحة والاقتصاد الإبداعي النيجيرية، قدّم المعرض صورة حديثة لنهضة المشهد الفني في البلاد.

شاركت صالة من لاغوس إلى جانب مشاركين جدد، مقدّمين أعمالاً للفنانين صامويل نوروم ونايكي ديفيز أوكوندايي، من لوحات ومنحوتات وأعمال تركيبية. معًا، شكلوا صورة نابضة بالحياة للمشهد الفني النيجيري المعاصر وحضوره المتزايد عالميًا.

تركيا الحديثة: حوار بين الماضي والحاضر

قدّم جناح تركيا الحديثة أعمالًا لرواد القرن العشرين، أبرزهم بورهان دوغانشاي، إلى جانب أعمال لفنانين معاصرين مثل عمر أولوك وجنبز تشيكل. المعرض أضاء تأثير تركيا المستمر على الفن الحديث عالميًا وعمق إرثها الثقافي.

الخليج: حضور هادئ لكنه مؤثر

ضمن قطاع التركيز العالمي، جاء حضور الخليج خافتًا للوهلة الأولى، لكنه ترك انطباعًا قويًا عند التمعن. عرضت Hunna Art مجموعة بعنوان بيئات الوجود بمشاركة زين قحطاني، أليماة راشد، وجود فهدي.

في عملها Fool For You (2025)، استخدمت قحطاني ورقًا مصنوعًا من سعف نخيل البحرين، مانحة الخلفية ملمسًا عضويًا يحتضن قلبًا أحمر كلاسيكي الشكل، مفعمًا بالشاعرية.

كما عرضت الفنانة التونسية أميرة لمطي أعمالًا فسيفسائية لدى غاليري يسر بن عمّار، والتي تبدو للوهلة الأولى مرسومة، لكنها في الحقيقة طبعات UV مستوحاة من صور التقطتها خلال طقوس وزفافات، تضم عناصر مثل الحناء والمجوهرات والسمك — في قراءة بصرية جديدة للتقاليد.

بوابة المعرض: بذور الذاكرة والهجرة

تحت عنوان بذور الذاكرة وبإشراف قيم المعرض بروك أندرو، استكشف القسم موضوع الهجرة كطقس وكفعل بقاء. تبدأ التجربة برائحة الأوبي — نبات يام من الفلبين — لتقود الزائر إلى مساحة من تقديم جماعة Sa Tahanan Co.

عمل Cooking from a Migrant Memory Iteration II للفنانين جو بابالاتي وأليكسيس كونفينتو قدّم الهجرة عبر الطعام: من مقرمشات الأرز بنكهة الشواء إلى كرات التمر الهندي. التجربة جمعت ذكريات الأم العاملة في السعودية ورحلة الجيل الثاني في أمريكا، لتفتح بابًا على الهوية والتاريخ.

الفنان عصام كورباچ قدّم بدوره رؤية شاعرية عن التنقل، مستخدمًا كرتونًا مستعملًا جُمع خلال التحضير للمعرض، ليخلق منه أعمالًا تستكشف هشاشة الرحلة الإنسانية.

الفن + التقنية: إعادة تخيل التراث رقميًا

أطلق المعرض هذا العام قسم الفن + التقنية، الذي استضافته منصة reimagined، وضم عرضين:

Blockchain Native

يُبرز أعمالًا رقمية عالمية نُفذت خلال السنوات الأربع الماضية.

التراث المتطور

مشروع بقيادة د. أحمد العطار، أشرف فيه على تدريب طلاب جامعيين في الإلكترونيات وتقنيات الإسقاط والروبوتات.
النتيجة: فضاء غامر تُعرض فيه نقوش السدو الإماراتية التقليدية على الجدران عبر إسقاطات رقمية نابضة، تربط بين التاريخ والحداثة.

ختام… وبداية جديدة

في نسخته السابعة عشرة والأخيرة تحت اسم آرت أبوظبي، ودّع المعرض جمهوره بإحساس من الفخر والترقب. فبعد سنوات من احتضان المواهب المحلية والدولية، يستعد المشهد الثقافي لمرحلة جديدة مع فريز أبوظبي — منصة أوسع وذات تأثير عالمي متزايد.

وحتى ذلك الحين، يترك آرت أبوظبي بصمته كمنصة للحركة، والذاكرة، والحوار الإبداعي.