تشارك

يُقدّم المعرض الدولي الثامن عشر في إسطنبول، بعنوان القطّة ذات الثلاثة أرجل، نموذجاً جديداً نحو كيفية استيعاب الأحداث الفنية الكبرى: ليس كحدثٍ عابرٍ لقليل من الأسابيع، بل كمسارٍ ثقافي يمتدّ عبر ثلاث سنوات (2025-2027) ويدعونا للتمعّن والتعاون والمشاركة. بتنسيق القيّمة كريستين طومى، ينتشر المعرض على ثمانية أماكن داخل المحور البيوغلو-كـاراكوي ويضم نحو 47 فناناً من أكثر من 30 دولة. 

مفهوم مبنيّ على المقاومة

تشكل "القطّة الثلاث-أرجل" أكثر من مجرّد استعارة مرحة: إنها تذكير بأن الفن ينشأ كثيراً في ظروفٍ هشة وغير متوازنة. لا يُراد بها الكمال، بل القدرة على الحركة في أرضٍ غير ثابتة. المشروع يُقدّم الفن ليس كعرضٍ بحت، بل كمواجهةٍ وتقبّلٍ ومسارٍ.

التنقّل بين الفضاء المفهومي والمادي

المواقع المُختارة – مثل زِهني خان، المحلّ المسرحي القديم الحمراء خان، غاليري 77، حديقة الميتم الفرنسي السابق – تحيل إلى عمارة مشبعة بالتاريخ. والمشي بين المواقع – في تلال البيوغلو أو في زقاق كارا كوي – يصبح جزءاً من التجربة الفنية. قد يجد بعض الزوارها مرهقة أو مشتّتة، لكنّ هذا الانزعاج جزء من السؤال الذي يطرحه المعرض: كيف نبحر في تغيّر، في طيّ، في ذاكرة؟

أعمال تتحدّى الحاضر والمستقبل

  • عمل مونا بنيامين غداً، مجدداً يصوّر انهيارَ الحضارة أمام عدسة التوثيق والتمثيل، كأن الشريط الإخباري يفقد استقراره أمامه.

  • سلسلة رسوم سوحيل سالم مذكرات من غزة — رسومات أُعدّت تحت الحصار وتم تهريبها خارجاً — تضع الحقيقة المكافئة للوعي البصري في زمنٍ مضطرب.

  • تركيب ماروان رشماوي مطاردة الشمس يحول ألعاب الطفولة إلى فضاء الصراع والرمزية: أراجيح وأحصِـر Molotov يتعايشان في غرفة واحدة.

هذه الأعمال تمزج الخيال والواقع، الطفولة والمجهول، اللافت والبشري.

لماذا هو مهم؟

في زمن باتت فيه الكثير من المعارض الفنية الضخمة تُدار كعلامات تجارية أو ترويجية، يقف هذا المعرض على طرفٍ مختلف: الفن هنا كزمن، كعملية، كعكس. هي تساؤلات حول كيف يمكن للثقافة أن تدوم؟ كيف يكون الفن في مدينة ذات تاريخٍ معقّد؟ كيف نعيد التفكير في قطع، في فعالية، في حضور؟

للمجلات المهتمة بالفن والثقافة

إذا كان الهدف تغطية فنية راقية، فهذا المعرض يُقدّم مادة غنيّة: من مكان إلى موضوع، من تجريب إلى تأمل، من اللون إلى السياسة. يمكن للكتابة أن تغوص في: اختيار المواقع، استعارة القطّة، تجربة المُشاهِد، الدور المتنامي للفيديو والأداء، وكيف ينشأ الفن في إسطنبول اليوم.