في دورته الحادية عشرة (4-9 نوفمبر 2025) في منطقة دبي ديزاين ديستريكت (d3)، يأخذ أسبوع دبي للتصميم شعار المجتمع كمنطلق له، ويعيد النظر في التصميم كوسيلة للتواصل والانتماء والتبادل الاجتماعي. 

بدلاً من الاعتماد على موضوع موحَّد أو عرض ضخم، تبنّت الفعالية نهجاً يركّز على الإنسان: إبراز الأصوات الإقليمية الأصيلة، الابتكار المادي، والطُرُق التي يمكن عبرها أن تخلق الشروط لتجمعات بشرية. كما تقول المديرة التنفيذية ناتاشا كاريلا: «نحاول تجنّب الكلمات الطنانة. نهجنا يستند إلى ... تصميم أصلي، تمثيل للمنطقة، وكيف يمكن للتصميم أن يدعم مستقبلنا المشترك». 

أبرز المحطات

• تضمّ الخطة أكثر من 30 تركيباً فنياً ضخماً، كلّ منها يستكشف كيف يمكن للمواد، الصِّناعات اليدوية، ونماذج التجمع أن تتغيّر في زمننا المعاصر. 

• المشروع الفائز في مسابقة العمارة الحضرية (Urban Commissions)، بعنوان متى يصبح العتبة حوشاً؟ من استوديو Some Kind of Practice الإماراتي، يستند إلى الحوش التقليدي الإماراتي، ويستعمل مواداً محلية كعريش سعف النخيل، وكتل البريز بلوك، والسقف من العريش والفولاذ المموج، مستشهداً بكيفية بناء المنازل تبعاً لما هو متاح وبحاجات المجتمع.

• في برنامج “أبواب” (Abwab)، الفوز ذهَب إلى مشروع قصص الجزيرة والمصبّ من منصة التصميم البحرينية Maraj، الذي استخدم أقمشة شبكية مطرّزة تحكي قصة جزيرة نبيه صالح وأراضٍ رطبة، مقدِّماً فضاءً مفتوحاً للجلوس والتأمل.

• أيضاً، إعادة تفسير صالات القهوة اليابانية (شتاء) تجسّدت في “Chatai” من Nikken Sekkei × الإماراتيين، حيث تلتقي البساطة اليابانية بتراث الضيافة الإماراتي في هيكل خشبي تقليدي، مع مراسم شاي تحفظ الهدوء والتواصل.

لماذا الأمر مهم؟

لقد نضجت منظومة التصميم في دبي في الآونة الأخيرة: من اعتماد المنتجات المستوردة إلى تعزيز الإنتاج الإقليمي، بحوث المواد، وتحويل الفضاء العام إلى تجارب تصميمية ذات معنى. ومع إعلان دولة الإمارات للعام 2025 “عام المجتمع”، يتردّد صدى فكرة التجمع والمكان والمواد في البرنامج.

وهكذا، لا يُنظر إلى التصميم كمنتج أو عرض فقط، بل كأداة اجتماعية: حوش، مجلس، بيت شاي، أو بيت زجاجي… كلها تجارب للانتماء والمشاركة والإبداع الجماعي.

ما القادم؟

• مزيد من التركيز على المواد المحلية-الخليجية (نوى التمر، رمال الصحراء، سعف النخيل) وكيفية تشكيلها لتصميم المستقبل.
• تطوّر نماذج الفضاءات العامة — من المجلس إلى بيت الشاي إلى البيوت الزجاجية — عبر التدخلات التصميمية التي تكون مرنة وشاملة ومراعية للمناخ.
• صعود الأصوات التصميمية من الخليج، شمال أفريقيا، وجنوب آسيا إلى جانب العلامات العالمية، ما يشير إلى خريطة تصميم عالمية أكثر تنوعاً.

في مدينة تشتهر بالمقاييس الضخمة والعروض، يقترح أسبوع دبي للتصميم 2025 أن التأثير الأكبر قد يأتي من أماكن يلتقي فيها الناس، يتشاركون ويشعرون بأنهم منزِلُهم.