تشارك

حصلت الفنانة الفلسطينية-الأميركية سامية الحلبي على جائزة مونش لحرية الفن لعام 2025، تقديراً لمسيرتها الطويلة المكرّسة للابتكار الفني والدفاع الشجاع عن حرية التعبير. وُلدت الحلبي في القدس عام 1936 وهُجّرت خلال النكبة، ومنذ ذلك الحين أمضت أكثر من ستة عقود في إعادة تعريف التجريد عبر استكشافاتها المضيئة للون والضوء والحركة، بينما وسمت أعمالها بوعي سياسي عميق. لم تخلُ رحلتها من التحديات، فقد واجهت في السنوات الأخيرة إلغاء معارض كبرى في مؤسسات أميركية مثل جامعة إنديانا وجامعة ولاية ميشيغان، بحجة “مخاوف أمنية”، وهو ما اعتبره كثيرون محاولة لإسكات مواقفها الثابتة الداعمة لفلسطين.
 
واليوم، وفي عمر الثامنة والثمانين، يأتي تكريم الحلبي من متحف مونش ليحمل صدى يتجاوز حدود التقدير الشخصي، مؤكداً أن الفن ليس شكلاً فقط بل هو أيضاً شجاعة؛ إصرار على الإبداع والكلمة حتى في مواجهة محاولات التكميم. فبمنحها هذه الجائزة، تعترف النرويج بثراء لغتها البصرية وبأهمية الدفاع عن حرية الفن في عالم كثيراً ما تتداخل فيه السياسة مع الثقافة. إن مسيرة الحلبي تذكير حيّ بأن التجريد يمكن أن يكون شكلاً من أشكال المقاومة، وأن الجمال والعدالة مساران متلازمان لا ينفصلان