تشارك

لقد حظيت مؤخرًا بفرصة زيارة معرض سمير صايغ بعنوان "رحلة" في غاليري صالح بركات، حيث التقيت بسمير وأخذت جولة قصيرة بين روائع أعماله الفنية المميزة.

من النظرة الأولى، ما يلفت الانتباه هو براعته في التعامل مع الحروف العربية وقدرته الاستثنائية على تجاوز حدود الفن المعاصر، ليبدع أعمالًا تشعر بأنها خالدة. هناك بساطة ساحرة في كل قطعة، لكنها تخفي خلفها تعقيدًا فنيًا دقيقًا.

كل لوحة هي نسيج غني من الصوفية والتجريد والدين والفلسفة. يقوم سمير بتجريد هذه المواضيع العميقة إلى أشكال بسيطة كحرف واحد أو كلمة واحدة، تتحول كل منها إلى تحفة فنية تتردد أصداؤها على عدة مستويات.

مع استكشاف تنوع الأساليب في المعرض، يتضح مدى تأمل سمير العميق في الحروف العربية. فعمله يشبه الشعر: يغازل حرف "أ"، ويصلي مع حرف "ب"، ومن خلال هذا الحوار، يحكي كل حرف قصته الخاصة.

خلال الزيارة، قرأ صالح بركات بعضًا من أبيات سمير التي أخذتنا إلى عالم صغير وحميم لكنه واسع وغني بلا حدود في المعاني والمشاعر والعمق.

عندما سُئل سمير عما إذا كان يرغب في قول شيء، ابتسم بحرارة، وألقى نظرة حوله، وقال ببساطة: "أنا أصرخ وأصلي على هذه الجدران." هذه العبارة تجسد جوهر فنه تمامًا: كل قطعة هي صرخة قوية وصلاة تقيّة، تجلس بهدوء على جدران المعرض.

.إذا سنحت لك الفرصة لزيارة هذا المعرض، أنصحك بشدة بأن تغوص في فلسفة وفن سمير صايغ، تجربة عميقة ولا تُنس

جهاد مخايل