قطر: قريبة من روحي – معرض فني يحتفي بالإرث التشكيلي الوطني
متاح للزيارة حتى ٩ أغسطس
يقدّم معرض قطر: قريبة من روحي – فن من مجموعة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني رحلة شاعرية وواسعة في تطور الفن الحديث والمعاصر في قطر، من أواخر الستينيات حتى يومنا هذا، كاشفاً عن الفنانين والمدارس الفنية والأفكار التي شكّلت المشهد البصري في البلاد.
يستمر المعرض حتى ٩ أغسطس، ويشكّل فرصة نادرة لاستكشاف الإبداع القطري في مختلف مراحله وتحولاته. كما يعرض كيف جاء الفن الحديث والمعاصر في قطر كامتداد بصري للتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي شهدتها البلاد منذ منتصف القرن العشرين. من خلال مجموعة غنية من الأعمال التي تمثّل أجيالاً مختلفة، يكشف المعرض عن تنوّع المواضيع والأساليب الفنية التي ظهرت وتفاعلت عبر الزمن.
يعود أصل الحركة الفنية الحديثة في قطر إلى تأسيس النظام التعليمي الرسمي في عام ١٩٥٢، حيث لعبت حصص الفنون في المدارس دوراً محورياً في صقل مواهب الجيل الأول من الفنانين. ومنذ أوائل الستينيات، بدأت المعارض تُنظّم في المدارس والمساحات العامة، ما أتاح للفن الوصول إلى جمهور أوسع. ومع عودة الفنانين القطريين الأوائل بعد دراستهم الأكاديمية في دول عربية مجاورة، بدأت ملامح المشهد الفني المحلي بالتشكّل والتوسع. ومنذ ذلك الحين، نما المشهد الفني القطري بسرعة، وبدأ يتفاعل بشكل نشط مع الرموز الثقافية المحلية والحوار الفني الإقليمي.
يتوزع المعرض على ثلاث محاور رئيسية:
-
عمري قطر: يسلّط الضوء على استلهام الفنانين للعناصر المعمارية والمناظر الطبيعية التقليدية في قطر.
-
ندى: يقدّم أعمالاً تعبّر عن المجتمع القطري وتحوّلاته الاجتماعية.
-
أفق بلا حدود: يستعرض تجارب فنية في التجريد وفن الحروفية الذي يوظّف الأشكال الحروفية العربية في التكوين الفني.
تعزز هذه الأقسام الفهم الأعمق لتاريخ الفن في قطر، مدعومةً بمواد أرشيفية ونصوص تفسيرية توضّح السياقات الثقافية لكل عمل.
يستمد المعرض عنوانه وسرده من القصيدة الشهيرة الله يا عمري قطر، التي كتبها عبد الله الحمادي عام ١٩٧٥ وغنّاها لاحقاً محمد الساعي. تُعدّ هذه القصيدة تعبيراً صادقاً عن حب الوطن، وقد لامست بكلماتها البسيطة والعاطفية مشاعر أجيال مختلفة من القطريين منذ أواخر السبعينيات. وتتماهى هذه القصيدة مع رؤية الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني في جمع واقتناء الأعمال الفنية، حيث تعكس شغفه العميق بالفن وحرصه على توثيق الإرث البصري لبلاده.
قطر: قريبة من روحي ليس مجرد معرض، بل هو تحية لتاريخ قطر الفني وروحها الإبداعية المتجددة. لا تفوّتوا فرصة زيارته قبل إغلاقه في ٩ أغسطس.