فولتا بازل ٢٠٢٥ تُطلق جناح الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: خطوة جريئة تثير الإعجاب والجدل
في دورتها العشرين عام ٢٠٢٥، أطلق معرض فولتا بازل ميزة جديدة لافتة: جناح الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (المينا)، بإشراف القيّمة الفنية المقيمة في بيروت رندا صدقة. وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يخصص فيها المعرض تركيزًا إقليميًا على منطقة المينا، حيث استعرضت صالات عرض من المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، مصر، إيران، لبنان وغيرها من الدول.
لماذا يحظى هذا الجناح بكل هذا الاهتمام؟
-
تنويع المعرض: يجمع الجناح سرديات غالبًا ما تكون مهمّشة، من أعمال ذات طابع سياسي إلى استكشافات للهويّة والتحولات الحضرية. ويتناول الفنانون قضايا مثل النزوح، التاريخ، والمواضيع المحظورة، ضمن طيف واسع من الحوارات الثقافية.
-
الظهور الأول في أوروبا: العديد من صالات العرض تشارك للمرة الأولى على الساحة الأوروبية، ومنها:
-
فن آ بورتيه – دبي (Fann À Porter – Dubai)
-
غاليري مصر – القاهرة (Gallery Misr – Cairo)
-
غاليري موجده – طهران (Mojdeh Gallery – Tehran)
-
غاليري خولة للفنون (Khawla Art Gallery)
-
-
توقيت استراتيجي: في ظل تحوّل عالمي نحو أسواق الفن الإقليمي الناشئة، تؤكد النسخة العشرون من فولتا هويتها كمنصة لاكتشاف الأصوات الجريئة التي تتجاوز الحدود التقليدية.
ليس مجرد احتفال
لكن هذه الإضاءة لم تكن احتفالية بالكامل. فقد برزت توترات وتساؤلات، حيث وُجهت انتقادات لإدارة المعرض بشأن هذا التمثيل وتوقيته، وكان من أبرز الأسئلة:
“هل سيتم اعتماد هذا الجناح بشكل سنوي؟”
ما الذي ينتظرنا بعد ذلك؟
سواء تم الترحيب بالجناح كنجاح استثنائي أو خضع للنقد والتشكيك، فإن جناح المينا أثار نقاشًا عالميًا لا يمكن إنكاره. والتحدي الحقيقي يكمن في ما إذا كانت هذه الخطوة ستكون مجرد حدث عابر أم نقطة تحول دائمة:
-
هل سيواصل فولتا تقديم جناح المينا في نسخه المستقبلية؟
-
هل ستتبع المعارض وجامعو الأعمال الفنية والمؤسسات الثقافية هذا النهج لبناء منصات مستدامة لفناني المنطقة؟
-
وهل سيؤدي هذا الاعتراف إلى تمثيل أكثر عدلًا لفن المينا في سوق الفن العالمي؟
إن جناح الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في فولتا بازل ٢٠٢٥ ليس مجرد إضافة جديدة إلى المعرض – بل هو بيان ثقافي قوي. ونجاحه لن يُقاس فقط بالأعمال المعروضة، بل أيضًا بمدى استمرارية الدعم المؤسسي والانفتاح على الحوار. فله القدرة على تغيير التصورات، وهدم السرديات التقليدية، وإعادة صياغة العلاقة بين المعارض الفنية العالمية والمنطقة.
وإذا تحقق ذلك، فلن تخفت الأضواء — بل ستزداد توهّجًا.
جهاد ميخايل