تشارك

تعتبر العراق من أكثر دول العالم تأثرا بالتغير المناخي , ويعاني جنوب البلاد على وجه الخصوص من جفاف شديد منذ شهور, ولمنع جفاف المحاصيل , تم سحب كميات كبيرة من المياه من خزان الموصل,أهم مخزون للمياه في العراق, مما أدى الى ظهور مدينة من العصر البرونزي كانت مغمورة بالمياه منذ عقود دون أي تحقيقات أثرية مسبقة , ويقول تقرير نشره الموقع الالكتروني لجامعة توبنجن الألمانية ,أن هذا الحدث غير المتوقع, وضع علماء الاثار تحت ضغط مفاجئ للتنقيب و توثيق أجزاء على الأقل من هذه المدينة الكبيرة و المهمة في أسرع وقت ممكن قبل إعادة غمرها .

تم تشكيل فريق لعمليات الإنقاذ في غضون أيام, وتم الحصول على تمويل للعمل في غضون مهلة قصيرة من مؤسسة "فريتز تيسن" من خلال جامعة" فرايبورج" في ألمانيا .

وكان الفريق الأثري تحت ضغط زمني هائل لأنه لم يكن من الواضح متى سترتفع المياه في الخزان مرة أخرى .

وفي غضون وقت قصير , نجح الباحثون الى حد كبير في رسم خريطة للمدينة وتم الكشف عن العديد من المباني الكبيرة الأخرى مثل تحصينات ضخمة بجدران و أبراج ومبنى تخزين ضخم.

ذهل فريق البحث من حالة الجدران المحفوظة جيدا, على الرغم من أن الجدران مصنوعة من الطوب الطيني المجفف بالشمس وكانت تحت الماء لأكثر من أربعين عاما ويعود هذا الحفظ الجيد الى حقيقة أن المدينة دمرت في زلزال قرابة عام 1350 قبل الميلاد حيث دفنت الأجزاء العلوية المنهارة من جدران المباني.

ومن الأمور ذات الأهمية الخاصة اكتشاف خمسة اواني خزفية تحتوي على أرشيف ضخم يضم أكثر من مئة لوح مسماري يعود تاريخها الى الفترة الاشورية الوسطى.

وتجدر الإشارة أنه تجنبا للمزيد من الأضرار التي لحقت بالموقع بسبب ارتفاع المياه, تمت تغطية المباني المحفورة بأغطية بلاستيكية محكمة الاغلاق كجزء من مشروع ترميم شامل ممول من مؤسسة "جيردا هنكل " الألمانية .